نحن في زمن الإسفاف .. زمن كل شيء مباح .. زمن كشف العورات .. زمن المادة والشهرة فوق كل شيء .
انتشرت في الفترة الأخيرة كمية كبيرة من الأغاني للمغني الأشهر على الساحة حاليا المغني سعد الصغير ، هو مغني وليس مطرب ، هو مؤدي وليس مطرب ، ولكي ينجح ويشتهر سعد الصغير اعتمد على أدوات الإسفاف والابتذال .
راقصة شبه عارية لا تستحي ولا تعرف عن الحياء والخجل أكثر من اسمه ، وطبال على واحده ونص ، ورقصني يا جدع ، وكلمات معظمها من العربخانة ، " بحبك يا حمار " و " هركب الحنطور " ، وأصبح سعد الصغير المغني الأشهر على الساحة حاليا ، لأنه يخاطب ويداعب " الغرائز " وهي الصفة الحيوانية في الإنسان .
زمان كان المطرب يعتمد أولا على صوته الذي يطرب المستمع فعلا ، فكان يختار الكلمات والأشعار بعناية فائقة ، ثم يختار لها ملحنا قديرا ولحنا جميلا ، ليس هذا فحسب ، ولكنه كان يبذل الجهد الكبير في عمل البروفات العديدة ليقدم كل ذلك العمل المكتمل الأركان للجمهور في أحسن وأجمل وأرقى صورة ، لأنه يحترم نفسه و يحترم جمهوره .
كان المطرب يقدم أغنية واحدة أو اثنتين كل عام ، ولذلك فإن هذه الأغاني مازالت ثابتة في مكانها ، ثابتة على القمة ، ومازال هؤلاء المطربين على قمة الهرم ، ومازال المستمع يسعى لطلب هذه الأغاني عندما يريد أن يستمتع بحياته ووقته ، ومازالت تلك الأغاني على قمة المبيعات سنويا .
* الشـهـــرة والانـتـشــــار