@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رغم عشرات أفلام الحركة 'الأكشن' المصرية التي شاهدتها قديما وحديثا.. ورغم ان بعضها اثار اعجابي.. الا انني اعترف أن اي منها لم يصل بي الي حد 'حبس الانفاس' الا هذا الفيلم 'عجميستا'!.
دخلت قاعة العرض الخاص وانا اقدم ساقا وأؤخر أخري لأنني اعلم ان الموضوع يعتمد علي شابين فقط من الرجال طوال ساعتين من العرض وهو شيء مقلق لا يحدث الا في الافلام التجريبية ولست في حالة تسمح الآن بمتابعة فيلم تجريبي!.. وان الممثلات الثلاث مي عز الدين وريهام عبدالغفور ودنيا لا يقدمن في الفيلم سوي مشهد واحد لكل منهن!.. ومع ذلك فإن اندماجي وتفاعلي مع البطلين والصراع الذي انشأته الاحداث جعلني وددت لو ان المخرج حذف ايضا المشاهد الثلاثة للنساء الثلاث!!.












ولنؤخر الحديث عن هذا المخرج الجديد المدهش طارق عبدالمعطي لنبدأ من البداية.. والبداية في الاسكندرية.. مكان سبق ان طرقته السينما المصرية كثيرا من قبل.. لكنه يبدو جديدا تماما هذه المرة.. ليس لأنه في العجمي.. ولكن لأنه في الشتاء.. واستخدام مفردات شتاء الاسكندرية مثل الهدوء الشامل الكامل علي شاطيء العجمي الذي الفناه مزدحما دائما.. ومثل الفرصة المتاحة للعين كي تري 'توتاله' او مشاهد عريضة واسعة للبحر والشاطيء والرمال تكسوها الألوان المدهشة فتجعل من الاسكندرية موقعا سينمائيا بديعا له من الجاذبية اكثر ما لكل مواقع اوربا الخلابة.. ومثل الصدأ الذي يحيط ب'أوكر' النوافذ والأبواب و'النشع' الذي تخلقه الرطوبة في جسد المباني!.. كل ذلك لم يفت المخرج ولا كاميرا مدير التصوير الفنان ممدوح عبدالعزيز فنجحا في تكوين متعة بصرية قاومت بوضوح الملل الذي كان يمكن ان يتسرب في الثلث الأول من الفيلم وقبل بداية الصراع بين الشخصيات!.












فكرة الفيلم تقوم علي مواجهة بين نقيضين.. شاب بائس فاشل نصفه نصاب ونصفه خفة ظل يدعي 'شجلوف' 'شريف رمزي' يبحث عما يقيم اوده يوما بيوم ويعيش في احد شاليهات العجمي الذي يهجره صاحبه في الشتاء وهو يعرف كيف يفتح شيش نافذته من الخارج بطريقته الي ان يلتقي بنقيضه صاحب هذا الشاليه 'عز' 'خالد ابوالنجا' المؤلف الصاعد الذي جاء يعيش ذلك الجو البديع مع تابعه 'عمران' الممثل رامي فؤاد لعله يستطيع ان يجد الالهام لكتابة روايته الأولي!. ويبدو التناقض ليس فقط بين الفقر والثراء وإنما في اشياء أخري كثيرة.. ومع ذلك مهما حاول 'عز' ان يتخلص من 'شجلوف' فانه يعود اليه.. تماما مثل الكلب الجربان الذي يجري بين قدميه.. فمهما حاول 'عز' ان يطرده من الباب فانه يأتي اليه من الشباك!!.. لكن 'شجلوف' يبدو دائما قادرا علي حل كل مشاكل 'عز' فلا شيء يسأل عنه الأخير الا وجد له حلا لدي الأول.. فهو يعرف كل شيء وليس عليه سوي ان يذهب للعامل او 'الصنايعي' المطلوب ويتفق معه علي القيام بالعمل.. المذكور مقابل مناصفته الأجرة! وهكذا اكتشف 'عز' انه لا يستطيع الاستغناء بسهولة عن هذا المتشرد الصعلوك كما انه يكتشف مع الوقت ان هناك اشياء مشتركة بينهما.. لكن 'عمران' تابع هذا المؤلف يضيق بتلك الصداقة الجديدة فيكشف ل'شجلوف' عن حقيقة حرص 'عز' علي اخفائها وهي ان الأخير يستلهم شخصية 'شجلوف' ليؤلف من خلالها قصته الجديدة.. ويدير جهاز التسجيل الذي سجل عليه المؤلف ما رواه له 'شجلوف' من احداث حياته!..












يؤدي الاحباط الفظيع الذي شعر به الصعلوك إلي تدمير العلاقة بينه وبين 'عز'.. فيتركه ليخرج من الفيللا وعندما يحاول عز ان يلحق به في الطريق يجد عددا من الفتوات تجار المخدرات الذين سبق ان تورط 'شجلوف' في حادث مقتل احدهم ويضربونه بقسوة وعندما يتصدي لهم 'عز' يضربونه بدوره ويلقون به في الطريق!.












يدخل الفيلم في المنطقة الأخيرة في مجموعة من المطاردات الساخنة العنيفة علي الاقدام وبين المباني وفي شوارع العجمي الضيقة وقفزا فوق الاسوار ويؤدي شريف اداء 'صادقا' بجهد واضح بينما يلحق به الرجال ويتبادلون ضربه وتحطيمه ويلقون به في سيارة 'لوري' مليئة بالبطيخ ينطلقون به لكن 'عز' يقفز في سيارته وينطلق خلفهم ولعلها اكثر المطاردات صدقا واثارة في السينما المصرية حيث يقف احد الرجال فوق 'اللوري' يلقي بالبطيخ الواحدة وراء الاخري علي زجاج سيارة 'عز' وفي كل مرة تنفجر البطيخة علي الزجاج وتتطاير اشلاؤها بحيث يشعر المشاهد انها ستحطم زجاج السيارة وتحيله الي ذرات تتناثر في وجه 'عز' هكذا الواحدة بعد الاخري ويصل المخرج بهذه المشاهد المثيرة الي درجة الصدق باجادته في استخدام ادواته من مؤثرات صوتية وموسيقي عبقرية للفنان مصطفي الحلواني ومونتاج رائع للقديرة دعاء فاضل يتآلف مع اللقطات السريعة للصورة والتصاعد المدهش للحدث خاصة عندما يضيق 'شجلوف' ليتبادل مع الرجل الصراع وينتهي به الامر ليتعلق بطرف اللوري بذراعيه بينما جسده يطير في الهواء وينجح المخرج في ان يصل بنا الي مرحلة حبس الانفاس!!.












ليس جديدا ان نؤكد علي قدرات خالد ابوالنجا الذي قدم اربعة افلام متميزة هذا العام! لكن الجديد هو التواصل الكامل لشريف رمزي مع الجماهير العريضة واقتحامه 'عالم النجومية' واذا كان قد لمع في هذا الدور فإن المشكلة تأتي مع الادوار التي عليه ان يختارها بدقة فيما بعد!.












المخرج طارق عبدالمعطي الذي درس السينما بجامعة 'توليدو' بولاية 'اوهايو' بأمريكا.. اضطر ان يكتب هذا الفيلم خصيصا لأنه اراد اقتحام سينما الاكشن كما يجب ان تكون!.. وكان قد تخرج في اكاديمية السادات بمصر.. وانتظروا فيلمه الجديد 'الفريسة'!.












بقي ان اقول ان الموسيقي التصويرية التي ستجذب بالتأكيد اهتمامك.. ألفها مصطفي الحلواني الذي درس الموسيقي في بلجيكا وقد وضعها بناء علي قراءته للسيناريو واتفق مع المخرج علي توزيعها علي المشاهد قبل التصوير!.. وهذه هي المرة الأولي في مصر التي يحدث فيها ذلك ثم تم تصوير المشاهد والممثلون يسمعون الموسيقي حتي تساعدهم في تقمص الاحساس المطلوب!.












الكلب 'دونجول' وهو اسمه الحقيقي احد الشخصيات الهامة التي شاركت في البطولة!.












كلاكيت آخر مرة:












بعض الاطالة في النصف الأول من الفيلم.. وكان يجب 'بهدلة' وجه شريف رمزي اكثر من ذلك بعد تحطيمه.. ومالقوش في الورد عيب قالوا أحمر الخدين!!.